فإنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعَالَى شرعَ العقوباتِ الشَّرعيَّةِ رحمةً منه جلَّ وعلا بعباده؛ فهيَ صادرةٌ عن رحمةِ الخالقِ بالخلقِ وإرادةِ الإحسانِ إليهم، ولهذا كان ينبغي لمن يعاقبُ النَّاسَ على ذنوبهم؛ أن يكون قصده من ذلك الإحسان إليهم، والرحمة بهم؛ كما يقصد الوالد تأديب ولده، وكما يقصد الطبيب معالجة المريض. ومن جنس تلك العقوباتِ ما يَسِنُّه ولي الأمر من جزاءات وعقوبات على مخالفات تصدر من الرعية، والتي م...